رسالة بالصوت والصورة من خلف الحبتور إلى الإعلام الأمريكي حول وصف الإرهابيين بالمسلمين المتشدّدين
العالم الذي نعيش فيه تجتاحه الجرائم الغير إنسانية التي لا يمكن تقبّلها أو العفو عنها. تلعب وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، دوراً قوياً في التأثير في عقول الناس ومشاعرهم.
لهذا من المهم أن تمارس هذه الوسائل الصحافة المسؤولة. وبدلاً من تأجيج الكراهية عبر استغلال الخوف من المجهول، ينبغي على وسائل الإعلام أن تساهم في تثقيف الأشخاص وتنويرهم.
فيما كنت أشاهد هذا الصباح برنامج شون هانيتي على قناة "فوكس نيوز"، فوجئت بانتقاده للأشخاص الذين يرفضون وصف الإرهابيين بالمسلمين المتشدّدين. لم أكن أتوقّع ذلك من هانيتي ومن الشبكة التلفزيونية الأمريكية.
لا وجود للإسلام المتشدّد! أرفض هذا التوصيف رفضاً قاطعاً. يقع على عاتقنا تثقيف الأشخاص حول كيفية التمييز بين المسلمين والمتشدّدين.
لا يقتصر هذا الأمر على البرامج التلفزيونية، بل نسمع كلاماً مماثلاً من دونالد ترامب الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية. فتصريحاته تبثّ الكراهية ضد المسلمين من دون التمييز بين مسلم وآخر.
أودّ التوقّف عند بعض التفاصيل المحددة كي أشرح لماذا من الخطأ توصيف الإرهابيين بالمسلمين المتشدّدين، حتى لو كانوا يدّعون أن الإسلام دينهم ويحرّفون وقائعه للتمويه.
-
عام 2015، شهدت الولايات المتحدة 372 حادثة إطلاق نار، ما أسفر عن مقتل 475 شخصاً وإصابة 1870 آخرين بجروح. معظم هذه الجرائم ارتكبها أشخاص غير مسلمين.
-
في يونيو 2015، حصل إطلاق نار كثيف في إحدى الكنائس في وسط تشارلستون في كارولينا الجنوبية، وكان الجاني ديلان روف، 21 عاماً. هل يُنعَت ديلان روف في وسائل الإعلام بالمسيحي المتشدّد؟
-
في مايو 2015، وقعت حادثة إطلاق نار كثيف في واكو في ولاية تكساس، على أيدي عصابة من الدرّاجين؟ هل كانوا مسيحيين متشدّدين؟
-
محاكم التفتيش الإسبانية السيئة السمعة التي أنشأها الملوك الكاثوليك لمعاقبة معتنقي اليهودية والإسلام في القرنَين الخامس عشر والسادس عشر، ألم تكن شكلاً من أشكال الإرهاب؟ هل تأتي المناهج الدراسية على ذكرها من باب أنها تجسيد للمسيحية المتشدّدة؟
-
وماذا عن مجزرة سربرينيتشا التي أسفرت عن إبادة 500000 مسلم في البوسنة على أيدي الصرب عام 1995؟ في الإبادة نفسها، تعرّضت 20000 امرأة صربية للاغتصاب. حصل هذا قبل عقدَين. هل ننعت الصرب بالمسيحيين المتشدّدين؟
لا أدافع عن القتلة الذين يصادف أنهم مسلمون. أدين القتل بالمطلق. لكن أولئك الأشخاص ليسوا مسلمين أو مسيحيين أو يهوداً. إنهم إرهابيون، وكل الأديان في العالم برّاء منهم. الإسلام دين السلام.
فضلاً عن ذلك، عندما تستضيف برامج على غرار برنامج هانيتي أشخاصاً للحديث عن الإسلام، يختارون ضيوفاً ضعفاء الشخصية لا يحصلون على فرصة التعبير عن آرائهم. توخّياً للدقة والموضوعية، توقّفوا عن استضافة أشخاص غير متمكّنين من الموضوع للتكلم عن الإسلام! وافسحوا المجال أمام أشخاص ينطقون بالصدق والإنصاف كي يطلّوا عبر برامجكم ويدلوا بآرائهم.